الشمس مشرقه كالعاده والاجواء هادئه، لا تخلو سوى من روائح الفلافل واللحم المحمر في الحاره التي اسكن فيها منذ 20 سنه ، ونداء بعض الباعه المتجولين ينادون باصوات عاليه: سجاد ، بقلاوه.........والى غير ذلك من بضاعه سهلة النقل ،كانو يدورون من مكان الى اخر في جميع انحاء القريه وكم تسائلت كيف لا يتعبون ولا تنحني ظهورهم!!خاصة النساء العجائز لقد كانت تأتينا احداهن وهي محمله بالبضائع والتعب على وجهها ومع ذلك دائما" مبتسمه!! ربما كما تقول امي لقمة العيش صعبه، وكم كانت امي حنونه لكي
تساعدهن فقد كانت تشتري منهن وهي ليست بحاجه لشيء فقط لانها كانت تشفق عليهن ولم تنساهن في زكاة عيد الفطر وغيره....ام ايمن هي احداهن مع انها ليست بعجوز بل فتاه جميلة الوجه فقط تميزت بوسع عينيها وشفتيها اللممتلئتين رغم الفقر الواضح على سماها وملابسها الرثه...وكما عرفت من امي هي ليست متزوجه وتلقب باسم ابيها ايمن لكي لا يطمع بها من يسمع اسمها محاولة عدم لفت الانظار اليها بانها فتاه عزباء. لقد كانت تأتي الى بيتنا باستمرار فهي تقول بانها تشعر بجو عائلي في بيتنا هي محرومه منذ سنين فهي يتيمة الام وقد تزوج ابيها بامراة اخرى قاسية القلب وهي التي جعلتها تعمل لكي تزيد عذابها وترتاح من وجودها في البيت...
نميناس هو اسمها الحقيقي وقد كانت امي تناديها به ولم يكن احد اخر في الحاره يعرف به، نميناس كانت ايضا كما تخفي اسمها تخفي جمالها بمنديل طويل يصل ركبتيها وتنوره باليه سوداء وحذاء ممزق، والمنديل يغطي اغلب وجهها حتى لا يراه من بنفسه مرض، لاكن الامر كان واضح لبعض النسوه الشديدات الملاحظه والذكيات منهن مثل امي وبعض الرجال مثلي!!!
لقد كنت متخرج من المدرسه الثانويه لي ما يقارب السنه ولم اذهب الى التعليم العالي لان ابي يريدني معه في الورشه الصغيره التي كانت ارث العائله،ومن خلال جلوسي في البيت في الايام الممطره انتهبت على صوت الباب يدق بقوه وختي الصغرى فتحت الباب لاسمعها وانا في غرفت تقول:ادخلي بسرعه يا حرام شو مسوي المطر فيكي. لقد الم بي الفضول فنظرت من خلف الباب بهدوء لأرى فتاه هزيلة الجسم ملتفه بثياب رثه وسخه ولكن قبل ازيل عيني عنها واذ بها ترفع منديلها عن راسها ليظهر شعر اسود طويل ووجه ابيض ناعم وعينين زرقوان وغبت عن الوعي قليلا من هذا الجمال المتواضع هذا كان اول يوم ارى فيه نميناس ،وبعدها باشهر ظليت اطلب من ابي ان يزوجني اياها وقد كانت امي في صفي لانها تحبها واخيرا تزوجتها وها نحن الان لدينا امينه وريم وريان ونعيش بسعاده ها هي نميناس تنادي الى اللقاء............]